نزع فتيل أكبر قنبلة موقوتة في العالم مزروعة في مياه اليمن..
25 يوليو 2023
يمن أخضر - بواسطة سامي نعمان
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بدء عملية "نزع فتيل ما قد يكون أكبر قنبلة موقوتة في العالم" في إشارة إلى الشروع بتفريغ ناقلة النفط المتهالكة "صافر" المثقلة بأكثر من مليون برميل من النفط الخام قبالة سواحل الحديدة بدون صيانة منذ 8 أعوام.
وبدأت شركة متخصصة في مهام الانقاذ البحرية اليوم الثلاثاء العملية التي تقودها الأمم المتحدة بهدف تحويل النفط من الناقلة المتهالكة صافر إلى الناقلة البديلة نوتيكا التي أطلق عليها اسم "اليمن" في عملية من المتوقع أن تستغرق 19 يوماً.
وتحتوي الناقلة المتهالكة صافر- الراسية على بعد حوالي تسعة كيلومترات من شبه جزيرة رأس عيسى في اليمن- على ما يقدر بمليون برميل من النفط، وهي معرضة لخطر الانهيار أو الانفجار، أو التسرب الكبير للنفط من الناقلة في كارثة كبرى.
ووصف غوتيريش في تصريح صحفي مرئي بثه موقع الأمم المتحدة على الانترنت الثلاثاء ورصده محرر "يمن أخضر" بدء العملية بأنه "خطوة حاسمة في سبيل تجنب كارثة بيئية وإنسانية على نطاق هائل.
تداعيات كارثية
وأوضح أن هذه المهمة التعاونية تمثل تتويجا لما يقرب من عامين من العمل السياسي التمهيدي وجهود جمع الأموال وتطوير المشروع.
وأشار إلى أنه كان من الممكن أن تنفجر السفينة أو تتفسخ، مما يؤدي إلى انسكاب ما يصل إلى أربعة أضعاف النفط الذي تسرب في كارثة إكسون فالديز في ألاسكا قبل أكثر من ثلاثين عاما.
وبين أن من شأن أي انفجار أو تسرب أن تكون له تداعيات كارثية " وكانت ستُباد تجمعات صيد كاملة. وكانت ستختفي مئات الآلاف من الوظائف على الفور. وكانت ستتعرض مجتمعات بأكملها لسموم قاتلة. وكانت موانئ رئيسية، منها الحديدة والصليف، ستُضطر إلى إغلاق أبوابها إلى أجل غير مسمى. وكانت ستتوقف إمدادات الغذاء والوقود والإمدادات المنقذة للحياة للملايين. وكانت ستتعرض المياه والشعاب المرجانية والأحياء البحرية للتدمير الكامل. وكان من الممكن أن يتعطل الشحن على طول الطريق المؤدي إلى قناة السويس لأسابيع. وكان من الممكن لفاتورة التنظيف المحتملة وحدها أن تصل بسهولة إلى عشرات البلايين من الدولارات".
وقال غوتيريش إن المنظمة الدولية "جنّدت فريقا من خبراء العالم الرواد في القانون البحري، والانسكابات النفطية، وعمليات الإنقاذ، ومن المهندسين البحريين، والمهندسين المعماريين البحريين، ووسطاء التأمين وشركات التأمين، والكيميائيين، والمساحين، وغيرهم".
بانتظار خطوات حاسمة ونهائية
لكن غوتيريش، رغم الإنجاز، أكد أن هذا لا يعني أن الرحلة قد انتهت، مشيرا إلى أن الخطوة الحاسمة التالية هي وضع الترتيبات لتسليم عوامة متخصصة تُربط بها السفينة البديلة بأمان وإحكام.
وقال الأمين العام إننا سنحتاج- في القريب العاجل- إلى حوالي 20 مليون دولار لإنهاء المشروع، وهو ما يشمل تنظيف الناقلة صافر وتخريدها وإزالة أي خطر بيئي متبقٍ يهدد البحر الأحمر.
وحث المانحين على المساهمة في هذا الوقت الحاسم.
وقال غوتيريش إن العملية الجارية الآن هي قصة تعاون وجهود وقائية ووساطة سياسية وعمل خلاق وإدارة بيئية - مما يدل مرة أخرى على الدور الذي لا غنى عنه الذي تقوم به الأمم المتحدة مع شركائنا. وأضاف:
إننا بحاجة إلى مواصلة العمل معا خلال هذه الفترة الحرجة القادمة لنزع فتيل ما يشكل قنبلة موقوتة متبقية وتجنب ما قد يكون، إلى حد بعيد، أسوأ تسرب نفطي في عصرنا".
"عملية إنقاذ فريدة واستثنائية"
وبحسب موقع الأمم المتحدة، فإنه يجري نقل حوالي 1.13 مليون برميل من النفط الخام من الناقلة صافر إلى ناقلة ثانية تسمى "اليمن" في خضم حرب مستمرة بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين.
وبدأت عملية ضخ النفط من صافر عند الساعة 10:45 صباحا بالتوقيت المحلي من يوم الثلاثاء 25 يوليو، وستستمر على مدار الساعة خلال الـ 19 يوما القادمة.
وأشاد مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أخيم شتاينر، الذي ينفذ "عملية إنقاذ فريدة واستثنائية"، بهذه الخطوة باعتبارها تشكل "معلما بارزا".
وقال للصحفيين في مؤتمر صحفي عبر الفيديو رصده محرر "يمن أخضر" عقده في نيويورك "كما نعلم، من المؤسف أن اليمن لا يزال يمر بصراع يلقي بتداعيات عديدة على شعبه. لكن الناقلة المتهالكة التي يبلغ عمرها 47 عاما تمثل خطرا آخر يلوح في الأفق بشكل كبير بالنسبة للشعب اليمني، وكذلك البحر الأحمر وجميع دول المنطقة".
خلفية تاريخية
توقفت عمليات الإنتاج والتفريغ، وكذلك صيانة الناقلة بسبب الحرب. وقد تفاوضت الأمم المتحدة مع الأطراف المتحاربة في اليمن للتوصل إلى اتفاق وإطار لتفريغ النفط من صافر.
تم جمع حوالي 121 مليون دولار من 23 دولة والاتحاد الأوروبي والقطاع الخاص والجمهور من خلال التمويل الجماعي. كما قدم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة تمويلا لهذه العملية، ولكن لا تزال هناك حاجة إلى حوالي 20 مليون دولار.
يتم تنفيذ الضخ من قبل شركة الإنقاذ سْميت، SMIT، بمشاركة عشرات من الخبراء الآخرين- بما في ذلك خبراء في التسرب النفطي البحري، ومحامين بحريين، ووسطاء التأمين، ووسطاء السفن.
ويقوم عالم كيميائي أيضا بمراقبة مستوى الغازات في الخزانات التي تم ضخها باستمرار لتقليل مخاطر الانفجار.
غريسلي: تجنبنا أسوأ كارثة
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي: إن إتمام نقل النفط سيعني أنه سيتم تجنب أسوأ كارثة بيئية واقتصادية إنسانية، لكنها ليست نهاية العملية".
وقال إن الخطوة الحاسمة التالية هي تركيب العوامة كالم التي سيتم ربط السفينة البديلة بها بأمان، ويجب أن يتم ذلك بحلول سبتمبر القادم.
إرسال تعليق